منذ بدأت الحرب الكونية علي الارهاب وفق تصورها ونموذجها الامريكي الذى تبدى افغانستان وتواصل في العراق وتوسع ليشمل العمليات العسكرية والاختطاف والحجز دون مبرر قانوني في سجون طائرة واخرى مستقرة في امكنة من قبيل غوانتانامو في كوبا وبولندا وحتي المغرب منذئذ ونحن نرى ونسمع ان تلك الحرب شملت كل من يعترض وخاصة بالاسلوب المسلح علي اميركا او حتي علي سلطات بلده حتي وان كانت تلك السلطات سلطات احتلال كحالة حماس في غزة مثلا وحزب الله في لبنان وغيرهما!
ووفق ذلك النموذج لتعريف الارهاب فان عددا كبيرا جدا من الحركات المسلحة التي تقاتل تم تصنيفها علي انها إرهاب ية وعليه فان الحكومات التي تقاتلها تم تصنيفها علي انها تحارب الارهاب وبالتالي يحق لها ان تنعم بالمعانة الاميركية في اشكالها المختلفة .
مثلا حرب إسرئيل في غزة في مطلع العام تم تصنيفها علي انها حرب علي الارهاب واستحقت إسرائيل الدعم لتحقيق النصر فيها تماما كما حدث في حربها السابقة علي لبنان في عام 2006 الاان النصر لم يتحقق في المرتين ! وفي نفس الاطار تم اعتبار حركة إقليم الباسك في اسبانيا وفرنسا ومن ضمنها منظمة أيتا إرهابية تماما كما تم اعتماد حركة الدرب المضئ في البيرو حركات إرهابية ومؤخرا تم اعتماد حركة تحرير التاميل في سريلانكا ايضا حركة إرهابية واطلقت يد الحكزمة هناك لتقتل من تقول انهم مقاتلين تابعين للتاميل في معارك منسية لم يتحدث عنها العالم المؤيد لمقاتلة الارهاب (وفق النموذج السالف)الا قليلا!قبل هذا كله تم تصنيف كل المقاومة العراقبة علي انها ارهابية سواء كانت ترفع صور صدام او بن لادن.
الغريب في الامر ان حركات التمرد في السودان ومنذ الازل و إلي اليوم لم يعتبرها احد حركات إرهابية وبالتالي تتاهل السودان كدولة تستحق الدعم والتاييد الامريكيين علي وجه الخصوص والاوربيين علي وجه العموم فحركة التمرد في جنوب السودان والتي استمرت اكثر من ثلاث عقود لم تصنف هكذا وبالتالي حتي إنجاز اتفاق السلام بين الحكومة والتمرد في الجنوب لم يؤهل الحكومة في الخرطوم الي اي مزايا اميركية ولا حتي علاقات طبيعية مثلا! وهذا السيناريو يتكرر الان في دارفور حيث يزدحم الاقليم بحركات مسلحة تربو علي الثلاثين كلها تقاتل الحكومة السودانية واغلبها يرفض حتي التحاور معها من اجل السلام بعد ان قبلت هي. تلك الحركات المسلحة ارتكبت عددا من الجرائم في حق اهل دارفور ويمكن اتهامها تماما كما يجري اتهام الخرطوم والرئيس السوداني بانه ارتكب جرئم حرب . الولايات المتحدة لم تصنف حركة واحدة من تلك الحركات علي انها إرهابية او حتي انها مارسات تتناقض مع قوانين الحرب. ومحكمة العدل الدولية تطلب راس البشير وبعض اركان حكومته ولا تطلب اى فرد من افراد العصابات المسلحة التي تقاتل في دارفور...... وسلمت لنا ايها الرئيس المشير/عمر حسن احمد البشير وسلمه كل مواطن من بلدي الاشاوس والابطال الذينا لا يهابون احد سوالله (اللهم اجعل كيدهم في نحرهم اللهم اجعل الدئرة عليهم امين امين).