في وقت يخنس فيه الدبلوماسيون الغربيون ويتوارون عن الأنظار ويلوذون بالصمت (الجميل) بعد تطاول لئيم على سيادة السودان (وبرطعة) مغرورة وتحدٍ سافر لكرامة هذا الشعب الكريم... وفي وقت تتضاءل فيه تحركات عربات الدفع الرباعي المستخدمة من قبل قوات اليوناميد واليوناميس التي كانت تستبيح الخرطوم وتتحرك في كل مكان بما في ذلك المطاعم والمقاهي والأندية وغيرها، رغم أنها مخصصة لدارفور وجنوب السودان وليس الخرطوم... في هذا الوقت الذي يتصاعد فيه المد الوطني ويتفاعل في أعقاب استهداف الرئيس البشير من قبل قوى البغي والعدوان من خلال صنيعتها أوكامبو... في هذا الوقت يطل علينا القائم بالأعمال الأمريكي المتغطرس البرتو فيرنانديز ويتحدث عن الإبادة الجماعية في دارفور، ورغم ذلك يظل قابعاً (ومرطباً) في موقعه بدون أن يسأله أحد من وزارة الخارجية المتخصصة في فقع المرارة ولا يتصدى له شخص أو أحد الدبابين أو أي فرد من الشعب السوداني الغاضب ويا لهاتيك الأيام!!
وتتمادى السفارة الأمريكية في غيِّها ولا تنفي الخبر الذي نشرته صحيفة الرأي العام، الأمر الذي يؤكد صحة الرواية مما يعني أن وزارة الخارجية تغرد خارج سرب المد الشعبي الكاسح والمشاعر الجيَّاشة التي يصدر عنها شعب السودان الشمالي.
حتى المحكمة الاستعمارية الجنائية استحت من أن تتحدث عن إبادة جماعية واسقطتها من حكمها الجائر لكن فيرنانديز الذي يمثل دور (المتّورك) ويقوم به خير قيام بعد أن فرَّ من موطنه كوبا ولاذ بأمريكا التي سخَّرته ضد بلاده وأهله ثم دفعت به إلى السودان بعد أن قدَّم كل فروض الولاء والطاعة وأثبت أنه جدير بخدمة عدوة بلاده الكبرى وشيطان القرنين العشرين والحادي والعشرين وقاهرة الشعوب وآكلة لحوم البشر... لكن فيرنانديز يصر على اطلاق التهم في تجاوز كريه للأعراف الدبلوماسية بدون أن يخشى من رقيب أو حسيب!!
إنني لأطلب من وزارة الخارجية التي استدعت بعد لأي السفير الفرنسي لتستفسر عن تصريحات منسوبة لوزارة الخارجية الفرنسية أن تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي وتزجره ثم تطلب منه أن يحزم حقائبه ويرحل خلال يوم واحد غير مأسوف عليه.
لكن بربكم ماذا يقول فيرنانديز وأوكامبو بعد أن تكسرت النصال وانهالت على أوكامبو وشهد شاهد من أهلها بكذب الرجل واستهدافه (السياسي) للسودان؟! ماذا يقول أوكامبو تحديداً بعد أن اتهم مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود تيري ديران مدعي محكمة الجنايات الدولية بتقديم معلومات مغلوطة بشأن ما يجري في دارفور وذلك عندما أبلغ أوكامبو الأمم المتحدة بأن النازحين في دارفور يعيشون في معسكرات للإبادة الجماعية، فقد قال تيري ديران إنه لو كان ذلك صحيحاً (لانسحبنا من هناك) وفنَّد ديران حديث أوكامبو الذي قاله عقب صدور قرار محكمة الجنايات وتناقلته الفضائيات ووكالات الأنباء عن وفاة خمسة آلاف شخص بدارفور كل شهر واتهم أوكامبو بالكذب!!
ما كنا نحتاج إلى كل ذلك لإثبات خسة أوكامبو المسخَّر لخدمة الأجندة الاستعمارية الأمريكية بثمن بخس على حساب قيمة العدل التي وُسدت إلى غير أهلها أو بالأحرى وُسّدت إلى مجرم حقير كذوب أدين في قضايا بموجب القانون الدولي مثل تلك الدعوى التي رفعها أحد موظفيه أمام محكمة العمل الدولية، هذا بخلاف دعوى الاغتصاب التي أقيمت ضده من إحدى موظفاته كما أن سلوكه المشين الذي سارت به الركبان طوال مسيرته المهنية بل وحياته الحافلة بالفضائح يقف شاهداً على أنه أختير بعناية لقيادة تلك الآلية الاستعمارية الجديدة التي تُوظِّف هذه المرة العدالة الدولية لخدمة دول الاستكبار العالمي على غرار ما تقوم به الآليات الاستعمارية الأخرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في المجال الاقتصادي ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة في المجال السياسي ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى في المجالات الاجتماعية.
إننا إذ نكتب ونكتب ونتحدث ونتكلم ونغلي ونفور ونثور ضد أوكامبو والدول التي تقف خلفه لا نفعل ذلك إلا لتأكيد المؤكد والتعريف بالمعروف أصلاً ففي كل حين تأتي أقدار الله تعالى بما يفضح دول الاستكبار رغم ضخامة آلتها الاعلامية الفاجرة التي ترى القذى في عيون أعدائها لكنها لا ترى الأشجار في عيون سادتها وكبرائها.